لا أسف ولا ندم: الحنين الاستعماري في أوساط اليمين الفرنسي المتطرف
في السابع عشر من أكتوبر 1961، تظاهر مئات الآلاف من الجزائريين سلمياً في باريس للاحتجاج على الانتهاكات التي تحدث لحرياتهم المدنية. في خضم حرب الاستقلال (1954-1962)، انخرطت جبهة التحرير الوطني في نضال عنيف ضد فرنسا اعتمد على الحشد داخل المدن الكبرى إضافة إلى القتال في الجزائر. وكنتيجة لجهود جبهة التحرير الوطني، فقد فرضت الشرطة الفرنسية حظر تجوال على ما يقرب من خمسة عشر ألف جزائري يعيشون في باريس في ذلك الوقت (والعديد منهم كانوا يعتبرون فرنسيين). إن تفاصيل ما حدث في تلك الليلة لا تزال مثيرة للجدل، ولكن المؤكد هو أن العشرات، إن لم يكن المئات، من الجزائريين غير المسلحين قتلوا وألقيت بالعديد من جثثهم في نهر السين. يقول المؤرخ جيم هاوس Jim House ، والذي شارك بكتابة مؤلف مخصص لهذه المذبحة، إن هذا الفعل كان " أكثر أفعال القمع السلطوية لاحتجاجات الشوارع دموية في التاريخ الحديث لغرب أوروبا."
لأكثر من خمسين عاماً، رفضت الحكومة الفرنسية الاعتراف بهذا العنف الحكومي، رغم أن مهندسها الأصلي ( وقائد شرطة باريس)، موريس بابان Maurice Papan تمت إدانته في عام 1998 بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بعد تهجير 1560 يهودياً خلال الحرب العالمية الثانية. وفي السابع عشر من أكتوبر من هذا العام، الذكرى الحادية والخمسون للمذبحة، قام الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند Françoise Hollande، بالاعتراف ب"القمع الدموي" الذي حدث وقدم "تعازيه لذكرى الضحايا."
ما سنقرأه فيما يلي هو الجزء الأول من سلسلة من جزأين من مقالة مخصصة لمذبحة السابع عشر من أكتوبر عام 1961. يحلل هذا المقال ردود الأفعال على تصريح هولاند في صفوف اليمين الفرنسي المتطرف. سننشر في الأسبوع المقبل مقابلة مع جيم هاوس Jim House، يناقش فيها تحليله للتطورات الأخيرة ويطرح أفكاراً أوسع حول العنف الاستعماري والسياسية الفرنكو-جزائرية.
قبل بضعة أسابيع، قرر الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أخيراً أن يعترف بالحدث سيء الذكر الذي وقع في السابع عشر من أكتوبر عام 1961، حين قامت الشرطة الفرنسية بقمع متظاهرين جزائريين مسالمين بقسوة، مما أدى لمقتل ما يقارب مئتي شخص. وفي تصريح مقتضب ومفاجئ، قدم هولاند تعازيه إلى ضحايا واحدة من أعنف أعمال القمع الاستعماري في منطقة الميتروبوليتان في فرنسا. لقد كان هذا الاعتراف رمزيا بجدارة، فالجرائم والقمع الثقافي اللذان وقعا طوال 132 عاماً من عمر الاحتلال الفرنسي لا يزالان غير مطروقان. إن القيادة السياسية الحالية لا تزال مترددة للغاية في الاعتراف بالوحشية والعنصرية التي غذت الحكم الاستعماري. ورغم هذا، فإن هذا المظهر الخجول للندم ( أي الاعتذار عن جرائم استعمارية) أشعل رد فعل ملفت للنظر من قبل اليمين الفرنسي المتطرف.
لقد نتج رد الفعل هذا من الإحساس بعدم الأمان المتجذر في تلك النظرة الغريبة للتاريخ. فبالنسبة لليمين المتطرف، يجب على فرنسا أن تدافع عن كبريائها حتى تبقى مؤثرة في دنيا العولمة. وفق هذه النظرة فإن أي اعتراف بالعنف الاستعماري يعد علامة ضعف، وتنازلاً عن القوة، ونذيراً بتدهور يرفض اليمين أن يقبله. إن هذا الإصرار على عدم التسامح يكمن أيضا وبنفس القدر في رؤية رجولية لعلاقات السلطة. بالنسبة لهم، فالرجل "الحقيقي" (الأبيض المشرب بالحمرة) لا يعتذر لأن الاعتذار يوحي بالخضوع وفقدان الذكورة. إن هذه النظر الرجولية توضح لنا الطرق التي ينظر بها المعلقون الفرنسيون من اليمين المتطرف للندم، والمثلية الجنسية، والإسلام المتطرف كثلاث ظواهر متلازمة بالضرورة. وكل واحدة من هذه الظواهر تهدد هيمنة هؤلاء الرجال كبيري السن الذين يسعون لحماية بياض بشرتهم وذكورتهم.
لا أسف ولا ندم
لعدة أسباب لا تزال "خسارة" الجزائر موضوعاً حساساً في فرنسا. لا أحد ينكر أن المستوطنين الفرنسيين الذين ولدوا في الجزائر شعروا بأن عودتهم لبلدهم بعد الاستقلال كانت نفياً مؤلماً. ولكن من ناحية سياسية، فإن تجارب كهذه يجب ألا تؤثر على موضوع التوبة، والذي يعد مركز الجدل المتكرر بين البلدين. في نهاية الأمر، فإن الحكومة الجزائرية تطلب من الدولة الفرنسية أن تعترف بالعنصرية والسياسات العنيفة التي اتبعتها ضد الجزائر إبان فترة الاحتلال، وهو أمر دبلوماسي بين بلدين مستقلين وهو موضوع يخص العدالة الدولية. وفي هذا السياق، فإن الحركة باليد التي قام بها وزير الدفاع الفرنسي السابق، جيرار لونجوي Gérard Longuet ، والتي تعني "خذه فيك" لوزير شئون المحاربين القدامى، شريف عباس، كانت إشارة تبعث على الذهول.
لقد أدان الكثيرون في فرنسا سلوك لونجوي المهين، في حين عبر اليمين المتطرف بحماسة عن تأييده له، بل إن البعض قلدوا حركته في استعراض للتضامن. لقد قالت مارين لوبون، زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية المعروفة بكراهيتها للأجانب FN، إن هذا التصرف كان منظراً ممتعاً. كما زعم لونجوي نفسه أنه قام بهذا الفعل كتعبير عن الفرح. كيف يمكن لنا إذن أن نفهم هذه التصريحات؟
يبين رد فعل لوبون الشعور المرن بالنصر المسروق في الأوساط الاستعمارية في الجيش وبين مؤيدي فرنسية الجزائر . بالنسبة لهم، فإن خسارة الجزائر- التي كانت في وقتها جزءا حيوياً من فرنسا- كانت نتيجة لخيانة ديغول السياسية. إنه من المفيد أن نتذكر أن والد مارين لوبون والزعيم السابق للجبهة الوطنية الفرنسية، جان ماري لوبون، كان مظلياً تحت إمرة الجنرال ماسو Massu، خلال معركة الجزائر. وشارك شخصياً في جلسات تعذيب كما كشفت جريدة لوموند الفرنسية. إن اليمين الفرنسي يرفض الاعتراف بالهزيمة في الجزائر ويصر على ان الجيش قد ربح الحرب. وكما أوضحت هانا أرندت Hannah Arendt، فإن العقل "البورجوازي" يؤمن أن الفشل يرتبط حتمياً بالإحساس بالعار، فيما يخلق النصر إحساساً بالكبرياء. وبالتالي، فإن عائلة لوبون،والتي تجمع هذا الخليط من البورجوازية وضيق الأفق والحنين الاستعماري الفرنسي، ترفض الاعتراف بالهزيمة الفرنسية في الجزائر.
في واحدة من إطلالاته الإعلامية العديدة، عبر إريك زيمور Eric Zimmour، وهو معلق من اليمين المتطرف ومن مستوطني الجزائر، عن نظرته المشوبة بالحنين والانتقام في آن واحد لمعاهدة إيفيان، وهي المعاهدة التي مهدت لاستقلال الجزائر. فقد زعم أن المعاهدة كانت "سلاماً هو في حقيقته وقف لإطلاق النار فقط. كانت هزيمة سياسية ونصراً عسكرياً في الوقت ذاته لفرنسا. لقد كانت إنقاذاً للجبناء تبعتها أعمال خطف للمئات من المستوطنين الفرنسيين وذبح الآلاف من الجنود الجزائريين الموالين لفرنسا."
تعبر تصريحات زيمور عن شعور مزدوج بنصر مسروق ومرارة بسبب هذه الإهانة لقوة الأمة الفرنسية. إن هذا الفهم أن فرنسا لم تخسر الحرب إطلاقاً ( أي أن ما حدث كان مجرد "وقف لإطلاق النار") هو السبب وراء فرحة لوبون بإشارة لونجوي "خذه فيك." وفي مقابل هذا، فإن أي اعتذار سيرقى إلى مرتبة الاعتراف بالهزيمة وسيقدم دليلاً على الضعف في مقابل شعب جزائري "أدنى" مرتبة. إن الطريق الوحيد للتعامل مع تاريخ فرنسا الاستعماري من وجهة نظر اليمين المتطرف بما يحفظ شرف فرنسا هو عدم إبداء الندم أو الأسف (“ni regrets ni remords” ).
كفاح الأجناس المعرضة للانقراض
إن موضوع الندم الفرنسي على الجرائم التي ارتكبت في الجزائر يكشف عن خوف أعمق يمتد إلى موضوع الاستعمار بشكل عام. إنه من المؤكد أن هذه الدعاوى التاريخية مرتبطة أغلب الأحيان بقلق حول مواضيع العرق، والجنس، والذكورة والأنوثة. فبالنسبة لهؤلاء الأفراد، يعتبر الدفاع عن قوة فرنسا وشرفها عن طريق إهانة وزير جزائري جزءاً من جهد أكبر للحفاظ على نظام سياسي قياسي عرقي محافظ جنسياً. فعلى سبيل المثال، فإن الشخصية الاعلامية، إيريك زيمر، والذي أثارت ملاحظاته العنصرية العديد من النقاشات، كان مشغولا بموضوع انقراض الرجولة. فبالنسبة له، يواجه المجتمع الفرنسي خطر التأنيث. إن التقاطع بين القلق الناتج عن إشكالية الذكورة والأنوثة والعنصرية لا يظهر فقط في كتابات زيمور ولكن أيضا في انعدام الإحساس بالتوبة عن الجرائم الفرنسية في الجزائر التي سبق ذكرها.
من أساسيات هذا القلق الدائر حول معيارية الذكورة والأنوثة والندم الإستعماري هو الزعم بأنه ضروري للدفاع عن الوطن ضد التفسخ. ومؤخراً، قام أعضاء بارزون في التجمع من أجل الحركة الشعبية (UMP) بتصوير مشروع تقنين الزواج المثلي (mariage pour tous) على أنه تهديد لديموغرافية فرنسا. ورغم أن هذا التحرك متوقع له أن يتم الإعلان عنه في الأشهر الستة القادمة، فإن اليمين المتطرف قد ذهب إلى حد القول أنه قد يعني نهاية الأمة. باختصار، فإن اليمين رفض كلا من إبداء الندم على المذابح التي ارتكبت بحق الجزائريين، والموافقة على الزواج المثلي لأن كلا الأمرين يتحديان الأشكال التاريخية للهيمنة المبنية على المفهوم الواسع الانتشار للنظام الهرمي السياسي الأبيض.
لذلك، فإنه يجب على المرء ألا يتفاجأ أن جيرارد لونجوي كان يبدي معارضة شرسة للزواج المثلي قبل فترة قصيرة من قيامه بتلك الحركة المثيرة للجدل ضد أي توبة استعمارية. وباستثناء ماريان لوبون، فإن كل هؤلاء المعلقين ينتمون لفصائل مهددة بالانقراض من رجال خمسينيين بيض. بالنسبة لهم، فإن التغييرات في الهياكل الوطنية والعالمية للنفوذ ترقى إلى مرتبة تهديد مباشر بالاخصاء.
مثال آخر على هذه الديناميكية هو ايفان ريوفولو Ivan Rioufol ، والذي يطرح نفسه كمفكر رجعي معاصر ومدافع عتيد عن رفض التوبة، والذي يكتب في صوت المحافظين في فرنسا، صحيفة لوفيجارو. في معرض "مديحه لحركة خذه فيك"، هنأ لونجوي على تعبيره عن الامتعاض المتزايد في أوساط الشعب. بالنسبة لريوفولو، فإن هذا الامتعاض ينعكس في المعارضة "الشعبية" المزعومة للزواج المثلي، وهي أيضا ظاهرة في الصراع ضد الاسلام المتطرف، والذي لا ينبع، بالنسبة له، من الاسلاموفوبيا إنما من الرغبة في حماية القيم الجمهورية. إنه يدعو لانتفاضة ضد ما يراه مساراً مستنسخاً ومكرراً في محاولة لهزيمة المثلية والتطرف الاسلامي. في الحقيقة، فإن ريوفولو، مثله مثل العديد من المفكرين الرجعيين، يحلم بتحرك شعبي من القاع مماثل لحركة حزب الشاي في الولايات المتحدة- حيث ينتفض الناس ليعيدوا العصر الذهبي للوطنية المحافظة.
علاقات معقدة من المخاوف والأوهام
يربط المعلقون اليمينيون عادة التوبة الاستعمارية بالزواج المثلي، والاسلام المتطرف بسبب علاقات معقدة من الخوف والأوهام. يشعر هؤلاء الرجال البيض الأكبر عمراً بأنهم "محاصرون" بأعداد تفوقهم من مجموعات ديموغرافية قوامها النساء، والمثليون، والشباب، والأجانب، والليبراليون..إلخ، وكل هذه المجموعات تنال حسب رأيهم من التماسك الاجتماعي والأخلاقي. يفهم اليمين المشهد السياسي المتغير على أنه علامة على انهيار الهياكل التقليدية ودليل على أن النظام القديم قد تم إفساده. على سبيل المثال، يتم ربط الزواج المثلي بالارهاب، في حين يفترض أن التوبة ستحول أبناء المهاجرين إلى أعداء لفرنسا.
لعله من الواضح أنني لا أقصد التلميح بأن كل هؤلاء الأشخاص هم مجموعة من المجانين، وهو ما قد يكون هجوماً غير معقول، ولكنه مرضٍ على أية حال. إن بعضهم، مثل زيمور ولوبون، يمتلكون خلفية عائلية توضح مواقفهم تجاه رفض التوبة. عوضاً عن هذا، فإن هدفي هو أن أظهر أنه لا يمكننا أن نفهم سلوك أشخاص مثل لونجوي على أنه تعبير محض عن عنصرية متأصلة أوعن صدمة العودة إلى أرض الوطن. إن التداخل بين مفاهيم العرق والذكورة والأنوثة، وبين الماضي والحاضر، وبين الذنب والكبرياء يقود هؤلاء الأشخاص إلى محاربة ما يرونه تشويهاً للنظام السياسي النقي وغير الملطخ، أي حكم الرجل الأبيض بمعنى آخر. حين يقوم مطرب رجعي مثل ميشيل ساردو Michel Sardou، بالتعبير عن حنينه عن طريق تمجيد "الزمن المبارك للمستعمرات،" فإنه من المغري أن نستبعد ما يمكن أن يكون ملهاة غريبة بالقليل من التبعات السياسية. رغم ذلك، فحين ينهمر المديح على وزير دفاع سابق، عرف عنه تشكيله لميليشيات فاشية في الستينات، لإهانته بلداً آخر فإنه من المفروض أن نرى هنا وقفة وطنية جادة لإعادة النظر.
من الأمور المعبرة هو قيام هذه الشخصيات من اليمين المتطرف غالباً بإهانة أولئك الذين يهددون نظرتهم للهوية الوطنية الفرنسية. لقد دافع العضو في الحزب الرئاسي السابق، ليونيل لوكا Lionnel Luca، والمعروف باستفزازاته العنصرية ، عن طرد ثلاثة مهاجرين أفغان في 2009 متعللاً بأنهم " إذا كانوا رجالاً، فهم سيقاتلون من أجل حريتهم على أرضهم." وبالنسبة له، فإنه ليس كافياً التأكيد على رجولة الجنود الفرنسيين لأنهم "أنقذوا" (أو احتلوا) بلداً أجنبياً، بل إنه من المهم أيضاً أن نناقش رجولة الآخرين ( بالتحديد الأقوام السمراء)، لتأكيد قوة وكبرياء فرنسا.
تشجع أوهام العصر الذهبي للقوة الامبراطورية العسكرة المضللة التي تستلهم شخصيات بطولية من الحروب الاستعمارية ( على سبيل المثال، فإن الجنرال بيجارد Bigeard يعتبر آخر "الأبطال الفرنسيين"). وتشارك الدولة الفرنسية بنفسها في الحفاظ على قوة عسكرية عالمية عفا عليها الزمن، حتى وهي تتأرجح على نحو خطير نحو الإفلاس. من هذا المنظور، فإن الاعتذار للجزائر سيكون إهانة للجنود الفرنسيين، "الذين كانوا شجعاناً بما فيه الكفاية للدفاع عن كبرياء فرنسا." وكنتيجة لهذا، فإن الحركة التي قام بها لونجوي لا تعد فقط استفزازاً غير منطقي، ولكنها في الواقع تعبير طفولي وعدواني عن التأكيد على القوة. ولهذا، فإن ابتهاج لوبون بحركة لونجوي ليس فقط بسبب الإهانة بحد ذاتها، ولكن لأن هذه الحركة تظهر أنه لا يزال هناك سياسيون فرنسيون، على خلاف الرئيس هولاند، لا "يزحفون" بخضوع لإرضاء مطالب الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة.
نحن في عام 2012، وفرنسا لم تعد إمبراطورية كما كانت، بل إن موقعها في موازين القوى العالمية محل تساؤل جدي. وبالنظر إلى أن فرنسا بلد صغير جغرافياً وعدد سكانه ستون مليوناً، فإنه من الواجب على فرنسا أن تنبذ طموحاتها بأن تكون قوة عالمية، فقد ولى هذا الزمان. ورغم ذلك، فإن رد الفعل على موضوع التوبة الاستعمارية يعبر عن رفض لأي تغيير في النظام السياسي والاجتماعي. إن الإصرار على عدم التوبة يظهر أيضاً مدى مقاومة بعض أنماط التصرف الامبراطوري التي عفا عليها الزمن، والتي يجب أن تُفهم على أنها نوع من الحنين الاستعماري. وبدون شك فإنه قد آن الآوان للعمل سريعاً لحل هذه الروابط المبنية على المخاوف والأوهام. فبعد خمسين عاماً على استقلال الجزائر، تظهر الحاجة الملحة للقبول بزوال الامبراطورية، والقبول أيضاً بالتغييرات الحتمية في النسيج الاجتماعي والسياسي في فرنسا.
[نشر هذا المقال للمرة الأولى على جدلية بالإنجليزية وترجمه إلى العربية علي أديب.]